قال أبو الحسن عن سلمة بن خطاب الأزدي، قال: لما تشاغل عبد الملك بن مروان بمحاربة مصعب بن الزبير، اجتمع وجوه الروم إلى ملكهم فقالوا له: قد أمكنتك الفرصة من العرب، بتشاغل بعضهم مع بعض، لوقوع بأسهم بينهم، فالرأي لك أن تغزوهم إلى بلادهم، فإنك إن فعلت ذلك بهم نلت حاجتك، فلا تدعهم حتى تنقضي الحرب التي بينهم فيجتمعوا عليك!
فنهاهم عن ذلك وخطأ رأيهم، فأبوا عليه إلا أن يغزوا العرب في بلادهم.
فلما رأى ذلك منهم أمر بكلبين فحرش بينهما، فاقتتلا قتالا شديدا، ثم دعا بثعلب فخلاه، فلما رأى الكلبان الثعلب، تركا ماكانا فيه، وأقبلا عليه حتى قتلاه.
فقال ملك الروم: كيف ترون!؟ هكذا العرب، تقتتل بينها، فإذا رأونا تركوا ذلك واجتمعوا علينا فعرفوا صدقه، ورجعوا عن رأيهم.
تعليقات
إرسال تعليق