القائد لا يعيش في رفاهية بينما أتباعه يعانون!

 



القائد لا يترك أتباعه يعانون بينما هو معافى 

السلام عليكم

لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء وشدة تعذيب الكفار لهم ، وما هو فيه بمكانه من الله عز وجل، ومن عمه أبو طالب ، وأنه لا يقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء. قال لهم: "لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن فيها ملكاً لا يُظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه". فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى الحبشة وكانوا اثنين وثمانين رجلاً سوى نسائهم وأبنائهم. 

فرغم أن النبي كان يعاني مما يعاني منه أصحابه وتعرض لأشد مما تعرضوا له من العذاب فخنق خنقاً شديدا وألقيت القاذورات على ظهره وهو يصلي ووضعوا الأذى في طريقه وأغروا به سفهاءهم يسبونه ويشتمونه ويرموه بالحجارة وأطلقوا عليه الافتراءات الكاذبة ووصفوه بالجنون والسحر، ومع ذلك فإن الله كان يحفظ نبيه وسخر له عمه أبو طالب يحميه ويدافع عنه، لذلك لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يقدر على دفع أذى الكفار عن المؤمنين معه بذل وسعه لإنقاذهم حين طلب منهم الهجرة من المكان الذي يتعرضوا فيه للفتنة القاسية في مكة إلى أرض الحبشة حيث لا يظلمون فيها لأن بها ملك عادل، وهو ما فعله معهم فيما بعد حين هاجروا جميعاً إلى المدينة المنورة حيث النصرة والحماية متوفرة لهم.

فالقائد لا يترك أتباعه يعانون بينما هو معافى

تعليقات