السلام عليكم
إذا نسب الإسلام إلى شيء فمعناه أن الإسلام كدين وعقيدة وشريعة وتطبيق ومنهاج للحياة ينطبق على هذا الشيء ممارسة وسلوكاً وإلا فليتسمى بما شاء إلا الإسلام فإنه أشرف وأكرم وأعلى من أن يتمسح به المدعون ويستخدمونه أداة لأغراضهم. كيف يتسمى هذا الحزب وهذه الجماعة وهذه الحركة بالإسلامية وهم يخالفون ويضادون ويعاكسون الإسلام في أوامره ونواهيه وتشريعاته؟! كيف تتسمى هذه الجماعة بالإسلامية وقد ألغت مرجعية الإسلام وتنكرت له في مواقفها العملية وتوجهاتها السلوكية؟! أي حزب إسلامي هذا الذي يبيع الإسلام على ناصية الطريق مقابل كرسي في حكومة فيشارك الظالمين في تحليل الحرام وتحريم الحلال. أي حركة إسلامية هذه التي لا ترد يد لامس وترتمي في أحضان كل من ألقى لها شيئاً من الفتات وإن كان من أعدى أعداء الإسلام؟! أي إسلام هذا الذي تتسمى به حركة حكمت لعقود طويلة فما رأى الناس منها إلا الفقر والذل وتضييع العباد والتفريط في البلاد ومقدراتها لأجل بقائهم على كرسي الحكم واستغلال أموال الناس ؟! كيف تكون هذه جماعة إسلامية وهي تضع يدها في يد المعادين للإسلام شرقا وغربا؟! بينما جماهير الأمة تغضب وتقرر مقاطعة الدولة التي أهانت نبيها وطعنت في دينها نجد رئيس حزب إسلامي مشارك في الحكم يصرح أن العلاقة بين البلدين يجب أن لا تتأثر بهذه الأشياء التي يصفها بالهامشية. بينما تعرب جماهير الأمة عن اشمئزازها ممن يتجاهلون معاناة الفلسطينيين ويطبعون مع عدوهم يوقع رئيس حركة إسلامية بنفسه وثيقة التطبيع مع إسرائيل؟! ما الفرق بين هذه الجماعة الإسلامية التي لا تعبأ بدين الله وشريعته إن تعارضت مع مصلحتها ومنفعتها الخاصة وبين أي حزب علماني يسير على هذا المنهج؟! كيف يكون هذا حزبا إسلامياً وهو يوالي أعداء الإسلام ويتبرأ من الصادقين في انتمائهم للإسلام ؟! أي حركة إسلامية هذه التي تبيع الوهم لأنصارها بشعارات براقة وتغرر بهم فيقتلون في سبيلها ويزج بهم إلى السجون والاغتصاب والتعذيب بينما أسمى ما يسعى إليه قادتها هو رضا الشرق أو الغرب عنهم وتركهم يتنعمون بما جمعوه باسم الإسلام من أموال. أي حزب إسلامي هذا الذي تنتعش في ظل حكمه تجارة الخمور أو الذي يمجد المنحرفين عن الإسلام والضالين والزائغين والمضلين والذين يسفكون دماء المسلمين ويمتهنوهم ويشكرهم في كل مناسبة ويقيم العلاقات مع كل ظالم؟! لو جهد الباحث في إيجاد أي فرق بين هذه الحركات والأحزاب والجماعات المسماة إسلامية وبين أخواتها التي توصف بالعلمانية لما وجد فرقاً يذكر. لكن الأعظم خطراً والأكثر شراً وضرراً أنهم باتخاذ اسم الإسلامي لأنفسهم قد أعظموا الفرية والنكاية بالإسلام وألصقوا به ما هو منه براء حتى انتشر الإلحاد بعدما خلط الناس بين الإسلام ومن يحملون اسمه زوراً ورأوا ممارساتهم المغايرة له والتي لا تمت له بصلة. فيا هؤلاء أزيلوا كلمة الإسلام من أسماء جماعاتكم وأحزابكم وانتسبوا لأي شيء آخر وكفاكم كذباً وتضليلاً وخداعاً للناس.. تعتنقون الميكافيلية وتريدون ممارسة السياسة بوساختها وقذارتها وانتهازيتها ونفاقها أنتم أحرار لكن أبعدوا اسم وكلمة الإسلام من هذا الوسط القذر ولا تفتنوا الناس عن دينهم. وإذا أصررتم على نسب أنفسكم للإسلام فتمثلوه حقيقة وكونوا قرآنا وسنة تمشي على الأرض منهجاً وسلوكاً لا ادعاءاً كاذباً يفضحه واقعكم.
تعليقات
إرسال تعليق