قصة
إسلام خُرَيْمُ بْنُ فَاتِكٍ الْأَسَدِيُّ على يد الجن
روى الْأُمَوِيُّ
قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَجْلِسٍ
يَتَحَدَّثُونَ عَنِ الْجِنِّ، فَقَالَ خُرَيْمُ بْنُ فَاتِكٍ الْأَسَدِيُّ: أَلَا
أُحَدِّثُكَ كَيْفَ كَانَ إِسْلَامِي؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: إِنِّي يَوْمًا
فِي طَلَبِ ذَوْدٍ لِي أَنَا مِنْهَا عَلَى أَثَرٍ تَنْصَبُ وتصعد.
حَتَّى إِذا كنت بأبرق
العزاف - مَاء لبنى أَسد فِي طَرِيق القاصد إِلَى الْمَدِينَة من الْبَصْرَة-
أَنَخْتُ رَاحِلَتِي .
وَقُلْتُ: أَعُوذُ
بِعَظِيمِ هَذِهِ الْبَلْدَةِ، أَعُوذُ بِرَئِيسِ هَذَا الْوَادِي.
فَإِذَا بِهَاتِفٍ
يَهْتِفُ بِي:
وَيْحَكَ، عُذْ
بِاللَّهِ ذِي الْجَلَالِ * وَالْمَجْدِ والعلياء وَالْإِفْضَالِ
ثُمَّ اتْلُ آيَاتٍ
مِنَ الْأَنْفَالِ * وَوَحِّدِ اللَّهَ وَلَا تُبَالِي
قَالَ: فَذُعِرْتُ
ذُعْرًا شَدِيدًا ثمَّ رجعت إِلَى نَفسِي فَقلت:
يَا أَيُّهَا
الْهَاتِفُ مَا تَقُولُ * أَرَشَدٌ عِنْدَكَ أَمْ تَضْلِيلُ؟ *
بَيِّنْ هَدَاكَ
اللَّهُ مَا الْسبيل
قَالَ: فَقَالَ:
هَذَا رَسُولُ اللَّهِ
ذُو الْخَيْرَاتِ * بِيَثْرِبَ يَدْعُو إِلَى النَّجَاةِ
يَأَمْرُ بِالْبِرِّ
وَبِالصَّلَاةِ * وَيَزَعُ النَّاسَ عَنِ الْهَنَاتِ
قَالَ: قُلْتُ لَهُ:
وَاللَّهِ لَا أَبْرَحُ حَتَّى آتِيَهُ وَأُومِنَ بِهِ.
فَنصبت رجلي غَرْزِ
رَاحِلَتِي وَقُلْتُ:
أَرْشِدْنِي
أَرْشِدْنِي هُدِيتَا * لَا جُعْتَ مَا عِشْتَ وَلَا عَرِيتَا
وَلَا بَرِحْتَ سيدا
مقيتا * لَو تُؤْثِرِ الْخَيْرَ الَّذِي أُتِيتَا *
عَلَى جَمِيعِ
الْجِنِّ مَا بَقِيَتَا *
فَقَالَ:
صَاحَبَكَ اللَّهُ
وَأَدَّى رَحْلَكَا * وَعَظَّمَ الْأَجْرَ وَعَافَى نَفْسَكَا
آمِنْ بِهِ أَفْلَجَ
ربى حقكا * وانصره نصرا عَزِيزًا نَصْرَكَا
قَالَ: قُلْتُ: مَنْ
أَنْتَ عَافَاكَ اللَّهُ، حَتَّى أُخْبِرَهُ إِذَا قَدِمْتَ عَلَيْهِ؟
فَقَالَ أَنَا ملك بن
ملك، وَأَنَا نَقِيبُهُ عَلَى جِنِّ نَصِيبِينَ. وَكَفَيْتُ إِبِلَكَ حَتَّى
أَضُمَّهَا إِلَى أَهْلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
قَالَ: فَخَرَجْتُ
حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّاسُ أَرْسَالٌ إِلَى
الْمَسْجِدِ.
وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَى الْمِنْبَرِ كَأَنَّهُ الْبَدْرُ يَخْطُبُ النَّاسَ.
فَقُلْتُ أُنِيخُ
عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ حَتَّى يُصَلِّيَ وَأَدْخُلُ عَلَيْهِ فَأُسَلِّمُ
وَأُخْبِرُهُ عَنْ إِسْلَامِي.
فَلَمَّا أَنَخْتُ خَرَجَ إِلَيَّ أَبُو ذَرٍ
فَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا وَسَهْلًا قَدْ بَلَغَنَا إِسْلَامُكَ، فَادْخُلْ
فَصَلِّ.
فَفَعَلْتُ، ثُمَّ
جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَنِي
بِإِسْلَامِي.
فَقُلْتُ: الْحَمْدُ
لِلَّهِ.
قَالَ: " أَمَا
إِنَّ صَاحِبَكَ قَدْ وَفَّى لَكَ وَهُوَ أَهْلُ ذَلِكَ، وَأَدَّى إِبِلَكَ إِلَى
أَهْلِكَ ".
وَقَدْ رَوَاهُ
الطَّبَرَانِيُّ فِي تَرْجَمَةِ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ مِنْ مُعْجَمِهِ الْكَبِيرِ
قَائِلًا:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ خُرَيْمُ
بْنُ فَاتِكٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا
أُخْبِرُكَ كَيْفَ كَانَ بَدْءُ إِسْلَامِي؟
قَالَ: بَلَى.
فَذَكَرَهُ.
غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ:
فَخَرَجَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَقَالَ: ادْخُلْ، فَقَدْ بَلَغَنَا
إِسْلَامُكَ، فَقُلْتُ: لَا أُحْسِنُ الطُّهُورَ. فَعَلِّمْنِي.
فَدَخَلْتُ
الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَأَنَّهُ الْبَدْرُ وَهُوَ يَقُولُ " مَا مِنْ مُسْلِمٍ تَوَضَّأَ
فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ صَلَّى صَلَاةً يَحْفَظُهَا وَيَعْقِلُهَا إِلَّا دخل
الْجنَّة ".
فَقَالَ لي عمر:
لتأتين عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ أَوْ لَأُنَكِّلَنَّ بِكَ. فَشَهِدَ لِي شَيْخُ
قُرَيْشٍ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَأَجَازَ شَهَادَتَهُ.
تعليقات
إرسال تعليق