روى
أَحْمَدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
أَضْلَلْتُ بَعِيرًا لى بعرفة فَذَهَبْتُ أَطْلُبُهُ.
فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَاقِفٌ فَقُلْتُ إِنَّ هَذَا مِنَ الْحُمْسِ مَا شَأْنُهُ هَاهُنَا؟
-والحمْس جمع أحمَس وكانت تسمى به قريش، لما
ابتدعوا من شعائر الحج تميزوا بها عن باقي الناس-.
وكانوا في الحج لا
يخرجون من الحرم للوقوف بعرفة ويقولون نحن أبناء الحرم وقطّان بيت الله فكانوا لا
يقفون بعرفات مع علمهم أنها من مشاعر إبراهيم عليه السلام.
وكانوا يمنعون الحجيج
والمعتمرين ما داموا محرمين أن يأكلوا إلا من طعام قريش، ولا يطوفوا إلا في ثياب
قريش ، فإن لم يجد أحدهم ثوباً من ثياب الحمس طاف عرياناً ولو كانت امرأة.
ولهذا كانت المرأة إذا
اتفق طوافها لذلك وضعت يدها على عورتها
وتقول:
اليوم يبدو بعضه أو
كله وما بدا منه فلا أحله
فكانوا يطرحون ثيابهم
إذا أرادوا الطواف، يقولون: لا نطوف في ثياب إذ بتنا فيها، ونتعرى منها لنتعرى من
الذنوب.
فإن تكرّم أحدٌ ممن
يجد ثوب أحمس فطاف في ثياب نفسه فعليه إذا فرغ من الطواف أن يلقيها فلا يُنتفع بها
بعد ذلك. وليس له ولا لغيره أن يمسها .
فكانوا كذلك حتى بعث
الله محمداً صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه القرآن رداً عليهم فيما ابتدعوه فقال {
ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس } أ
أي من عرفات.
فكان النبي صلى الله
عليه وسلم يقف بعرفات قبل ينزل عليه الوحي توفيقاً من الله له.
تعليقات
إرسال تعليق