السلام عليكم
بعد فتحهم للأندلس وإقامة إمارة إسلامية فيها توجهت جهود المسلمين لفتح فرنسا المجاورة ونشر الإسلام فيها ومن ثم الوصول إلى فتح القسطنطينية ودخولها من غربها ليتصلوا ببلاد الشام عاصمة الخلافة الإسلامية. فبعد ان دعّم المسلمون حكمهم في الأندلس وأرسوا ركائزه عبروا جبال ألبرت الفاصلة بين الأندلس وفرنسا وسيطرت قوات المسلمين على جنوب فرنسا ووصلت خيولهم إلى مدينة تولوز الفرنسية فاستولت عليها بقيادة والي الأندلس السمح بن مالك الخولاني . وقد أفزعت هذه الانتصارات المتتالية للمسلمين عدوهم الذي جمع قواته ودارت بينهم وبين جيش المسلمين معركة ضارية في "طلوشة" استشهد فيها قائد المسلمين السمح بن مالك في يوم التروية عام 102هـ مما اضطر الجيش الإسلامي للانسحاب من أرض الفرنجة بعد ان نجح في ضم مقاطعة "سيتمانية" جنوب شرق فرنسا إلى ولاية المسلمين في الأندلس. وقد قام والي الأندلس التالي عنبسة بن سحيم الكلبي 107هـ بمواصلة الزحف والغزو في أراضي الفرنجة لضم هذه الأراضي إلى ديار الإسلام لتصبح فرنسا الدولة الإسلامية الثانية في أوروبا بعد الأندلس ووصل الأمير عنبسة في فتحه حتى نهر "ردنة" ثم استولى على "أوتون" ووصل إلى حوض نهر "الرون" وفتح اقليم "بروفانس" واستمر في سيره شمالاً حيث استولى على مدينة "ليون" ووصل تيار الجيش الإسلامي الجارف إلى بلدة "سانس" على بعد 30 كيلومتراً جنوب باريس الحالية. وبعد وصول القوات الإسلامية إلى قلب فرنسا غزت حوض "الرون" وتخطت نهر "اللوار" وأصبحت على مسافة قصيرة من نهر "السين" وقد قطع الجيش الإسلامي في تقدمه مسافة أكثر من ألف ميل شمال قرطبة. وكان مصير فرنسا قد استقر في أيدي المسلمين لولا أن اضطرابات داخلية جرت في الأندلس بين المسلمين أنفسهم مما اضطر الوالي عنبسة للعودة إلى الأندلس بسبب تلك الأحداث . وقد استشهد رحمه الله في كمين تعرض له من الفرنجة في طريقه أثناء العودة إلى الأندلس قرب جبال ألبرت. قدّر الله وما شاء فعل السلام عليكم
تعليقات
إرسال تعليق