السلام عليكم
سؤال إذا أجبت عليه بصدق قطعت رأسك فبماذا أجاب الإمام الأوزاعي على أخطر الأسئلة التي يمكن أن يسألها ملك جبّار لعالم مسلم؟!
إذا عرض عليك منصب قاضي الدولة مع ما به من امتيازات كبيرة ونفوذ بالغ هل يمكن ان ترفضه كما فعل الإمام الأوزاعي الذي رفض أن يلي القضاء في الدولة العباسية ،.
يعرف عن عبد الله بن علي - وهو عم الخلفاء ّالسفاح والمنصور–أنه كان ملكاً جباراً سفاكاً للدماء ، وبعد أن سيطر على الشام وقتل عشرات الآلاف من بني أمية وأنصارهم سنة ١٣٢ هـ، قام باستدعاء الإمام الأوزاعي وكان فقيه أهل الشام وإمامهم، فلما حضر مجلسه سأله عبد الله بن علي: ما تقول في خروجنا هذا، أيعد مقامنا ومسيرنا رباطًا؟
فقال الأوزاعي: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إنما الأعمال بالنيات " .
فازداد غضب الملك الجبار عبد الله بن علي.
فقال: ما تقول في دماء بني أمية؟
فقال الأوزاعي: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس، وزنا بعد إحصان، وكفر بعد إيمان" .
فازداد غضباً فقال: فأخبرني عن الخلافة أليست وصية ووراثة لنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاتل عليها علي بن أبي طالب في صفين؟
فقال الأوزاعي: لو كانت وصية ما ترك أحداً يتقدمه، ولما رضي بالحكمين.
فقال: فأخبرني عن أموال بني أمية أليست حلالا لنا؟
فقال الأوزاعي:إن كانت لهم حلالا فهي عليك حرام، وإن كانت عليهم حراماً فهي عليكم أحرم.
فأمر عبد الله بن علي بإخراجه!.
وعصمه الله منه
قال المؤرخ الذهبي: كان عبد الله بن علي ملكًا جباراً سفاكًا للدماء، صعب المراس، ومع هذا فالإمام الأوزاعي يصدعه بمرّ الحق كما ترى، لا كخلْقٍ من علماء السوء، الذين يحسِّنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسف، ويقلبون لهم الباطل حقا – قاتلهم الله –أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق!.
السلام عليكم
تعليقات
إرسال تعليق