السلام عليكم
أي فائدة من كشف أحوال الناس وهتك أستارهم.
في سنة ٦٢٢ هـ توفي ببغداد الخليفة الناصر لدين الله أحمد بن المستضيء العباسي، وكان قبيح السيرة في رعيته، ظالمًا لهم، فخرب في زمانه العراق، وتفرق أهله في البلاد وأخذ أموالهم وأملاكهم، وأطمع التتار بالعراق.
وقد ولي بعده ابنه الخليفة الظاهر محمد بن أحمد، وكان عمره اثنتين وخمسين سنة، وكان عاقلاً وقوراً ديّناً عادلا محسناً، رد مظالم كثيرة، وأسقط مكوساً قد أحدثها أبوه، وسار في الناس سيرة حسنة، حتى قيل: إنه لم يكن بعد عمر بن عبد العزيز أعدل منه لو طالت مدته.
وكان من عادة أبيه أن يرفع إليه الجواسيس أخبار التجمعات الصالحة والطالحة ببغداد كل يوم، فأبطلها الخليفة الظاهر، فقيل له: إن إبطال التجسس يفسد الرعية، فقال: نحن ندعو الله أن يصلحهم، وأي فائدة من كشف أحوال الناس وهتك أستارهم.
وأطلق كل من كان مسجوناً بالديون الديوانية -أي مديون للدولة-، ورد عليهم كل ما أخذ منهم، وأرسل للقاضي أموالا ليسدد بها عن المسجونين عجزاً عن الوفاء بحقوق الناس، ورخصت الأسعار بزمانه، وقام سوق العدل وحسنت الأحوال، وقد توفي رحمه الله عام 623هـ !.
نقل في عام واحد وضع الناس من حال إلى حال!
السلام عليكم
تعليقات
إرسال تعليق