طاعون الفتيات



السلام عليكم

ربما لا يوجد إنسان على وجه الأرض اليوم عمره من 6 سنوات فما فوق مهما كان جنسه أو موطنه إلا ونطق لسانه بكلمة كورونا وهي الجائحة التي يشهدها العالم الآن.
ومرض كورونا أو كوفيد19 ليس بجديد على البشر فقد ضربت البشرية عبر العقود والقرون الماضية سلسلة من الوباءات والطواعين التي اجتاحات بلاداً واسعة وفتكت بملايين البشر.
تعرضت بلاد المسلمين للطواعين والأوبئة عبر فترات كثيرة من التاريخ في مختلف البلدان وكانت تخرج ألف جنازة في اليوم في كل من القاهرة ودمشق التي تعرضت العديد من المرات للجوائح.
واشتهرت خمسة طواعين كبيرة في تاريخ المسلمين.
1- طاعون شيرويه بالمدائن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ست من الهجرة.
2-طاعون عمواس في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالشام، مات فيه خمسة وعشرون ألفا منهم صحابة كبار كأبي عبيدة بن الجراح أحد العشرة المبشرين بالجنة.
3- طاعون في زمن ابن الزبير في شوال سنة تسع وستين، مات في ثلاثة أيام في كل يوم سبعون ألفا، مات فيه للصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه ثلاثة وثمانون ابنا، وقيل ثلاثة وسبعون ابنا، ومات لعبد الرحمن بن أبي بكرة أربعون ابنا.
4-طاعون الفتيات في شوال سنة سبع وثمانين وسمي طاعون الفتيات لأنه بدأ في العذارى بالبصرة وواسط والشام والكوفة، ويقال له: طاعون الأشراف لكثرة من مات فيه من الأشراف. .
5- ثم طاعون سنة إحدى وثلاثين ومئة في رجب، واشتد في رمضان، وكان يحصى في سكة المربد في كل يوم ألف جنازة، ثم خف في شوال.
وكان بالكوفة طاعون سنة خمسين، وفيه: توفي المغيرة بن شعبة.

وبالرجوع إلى جائحة فيروس كورونا المستجد الذي ابتدأ ظهوره في الصين ومن خلال مقارنته مع الأوبئة الأشد فتكا في التاريخ نجد أن مرض الطاعون المعروف باسم "الموت الأسود"، هو الوباء الأكثر فتكا بالبشر .
فقد تسبب الموت الأسود، في القرن الرابع عشر وتحديدا بين عامي 1347 و1351، بمقتل ما لا يقل عن 200 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، ويعتقد أيضاً أنه نشأ في الصين أو بالقرب منها، ثم انتقل إلى إيطاليا وبعد ذلك إلى باقي أوروبا، ثم إلى مختلف دول العالم.
أما وباء الجدري، فقد تسبب بوفاة 56 مليون شخص عندما ظهر عام 1520.
وتسببت الإنفلونزا الإسبانية التي ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى (1918-1919)، بوفاة ما بين 40 و50 مليون إنسان في مختلف أنحاء العالم.
في حين أودى طاعون جوستنيان، بين عامي 541 و542، بحياة من بين 30 و50 مليون شخص، وربما كان سببا في انهيار الإمبراطورية البيزنطية.
أما مرض نقص المناعة المكتسبة "الأيدز"، الذي ظهر عام 1981 ومازال منتشرا حتى وقتنا الحالي، فأودى بحياة ما بين 25 و35 مليون شخص.
وفي عام 1855، ظهر نوع آخر من الطاعون في مقاطعة يونان بالصين لأول مرة، قبل أن ينتشر في جميع أنحاء العالم، متسببا بوفاة نحو 12 مليون نسمة.
نسأل الله السلامة للجميع

تعليقات