من عجائب الدعاء والتوكل
دعا عليه فمات وَهُوَ على صهوه جَوَاده
روى أَبُو عَليّ القنائي عن جده قال: بكرت يَوْمًا إِلَى صاحب ديوان الخراج مُوسَى بن عبد الْملك.
وَحضر دَاوُد بن الْجراح، فَوقف إِلَى جَانِبي، فَقَالَ لي: كَانَ لي أمس خبر طريف.
انصرفت من عِنْد مُوسَى بن عبد الْملك، فَوجدت فِي منزلي امْرَأَة من شرفاء النِّسَاء، فشكته إِلَيّ.
وَقَالَت: قد حاول أَن يَأْخُذ ضيعتي الْفُلَانِيَّة، وَأَنت تعلم أَنَّهَا عمدتي فِي معيشتي، وَأَن فِي عنقِي صبية أيتاما، فَأَي شَيْء تدبر فِي أَمْرِي، أَو تُشِير عَليّ؟ .
فَقلت: من مَعَك وَرَاء السّتْر؟ فَقَالَت: مَا معي أحد.
فَقلت: أما التَّدْبِير فِي أَمرك، فَمَا لي فِيهِ حِيلَة، وَأما المشورة، فقد قَالَ النبطي: لَا تبع أَرْضك من إقدام الرجل السوء، فَإِن الرجل السوء يَمُوت، وَالْأَرْض تبقى.
فدعَتْ لي، وانصرفت.
فَمَا انْقَضى كَلَامه، حَتَّى خرج مُوسَى، فَقَالَ لدواد:
يَا أَبَا سُلَيْمَان، لَا تبع أَرْضك من إقدام الرجل الرَّدِيء، فَإِنَّهُ يَمُوت، وَالْأَرْض تبقى.
فَقَالَ لي دَاوُد: أسمعت؟ هَذَا وَالله الْمَوْت.
أَيْن أهرب؟ أَيْن أمضي؟
مَا آمنهُ وَالله على نَفسِي، وَلَا على نعمتي، فأشر عَليّ بِمَا أصنع، قبل نَفاذ طريقنا، ونزولنا مَعَه إِلَى الدِّيوَان.
فَقلت: وَالله، مَا أَدْرِي.
فَرفع يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء، وَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي أمره، وشره، وضره، فَإنَّك تعلم قصتي، وَأَنِّي مَا أردْت بِمَا قلت إِلَّا الْخَيْر.
وَاشْتَدَّ قلقه وبكاؤه ودعاؤه.
وقربنا من الدِّيوَان.
فَقَالَ مُوسَى، وَهُوَ على دَابَّته: مَتى حدث هَذَا الْجَبَل الْأسود فِي طريقنا؟ وَمَال على سَرْجه حَتَّى سقط، وأغمي عليه-
فَحمل إِلَى منزله، وَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ.
دعا عليه فمات وَهُوَ على صهوه جَوَاده
روى أَبُو عَليّ القنائي عن جده قال: بكرت يَوْمًا إِلَى صاحب ديوان الخراج مُوسَى بن عبد الْملك.
وَحضر دَاوُد بن الْجراح، فَوقف إِلَى جَانِبي، فَقَالَ لي: كَانَ لي أمس خبر طريف.
انصرفت من عِنْد مُوسَى بن عبد الْملك، فَوجدت فِي منزلي امْرَأَة من شرفاء النِّسَاء، فشكته إِلَيّ.
وَقَالَت: قد حاول أَن يَأْخُذ ضيعتي الْفُلَانِيَّة، وَأَنت تعلم أَنَّهَا عمدتي فِي معيشتي، وَأَن فِي عنقِي صبية أيتاما، فَأَي شَيْء تدبر فِي أَمْرِي، أَو تُشِير عَليّ؟ .
فَقلت: من مَعَك وَرَاء السّتْر؟ فَقَالَت: مَا معي أحد.
فَقلت: أما التَّدْبِير فِي أَمرك، فَمَا لي فِيهِ حِيلَة، وَأما المشورة، فقد قَالَ النبطي: لَا تبع أَرْضك من إقدام الرجل السوء، فَإِن الرجل السوء يَمُوت، وَالْأَرْض تبقى.
فدعَتْ لي، وانصرفت.
فَمَا انْقَضى كَلَامه، حَتَّى خرج مُوسَى، فَقَالَ لدواد:
يَا أَبَا سُلَيْمَان، لَا تبع أَرْضك من إقدام الرجل الرَّدِيء، فَإِنَّهُ يَمُوت، وَالْأَرْض تبقى.
فَقَالَ لي دَاوُد: أسمعت؟ هَذَا وَالله الْمَوْت.
أَيْن أهرب؟ أَيْن أمضي؟
مَا آمنهُ وَالله على نَفسِي، وَلَا على نعمتي، فأشر عَليّ بِمَا أصنع، قبل نَفاذ طريقنا، ونزولنا مَعَه إِلَى الدِّيوَان.
فَقلت: وَالله، مَا أَدْرِي.
فَرفع يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء، وَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي أمره، وشره، وضره، فَإنَّك تعلم قصتي، وَأَنِّي مَا أردْت بِمَا قلت إِلَّا الْخَيْر.
وَاشْتَدَّ قلقه وبكاؤه ودعاؤه.
وقربنا من الدِّيوَان.
فَقَالَ مُوسَى، وَهُوَ على دَابَّته: مَتى حدث هَذَا الْجَبَل الْأسود فِي طريقنا؟ وَمَال على سَرْجه حَتَّى سقط، وأغمي عليه-
فَحمل إِلَى منزله، وَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ.
تعليقات
إرسال تعليق