من عجائب الدعاء والتوكل.. حلف أن يقتله في الحال فقتل هو ونجا المطلوب!


قال الْمَدَائِنِي: وَجه سُلَيْمَان بن عبد الْملك، حِين ولي الْخلَافَة، مُحَمَّد بن يزِيد إِلَى الْعرَاق، فَأطلق أهل السجون، وَقسم الْأَمْوَال.
وضيق على يزِيد بن أبي مُسلم الذي كان كَاتب الْحجَّاج بن يوسف الثقفي وطاغية مثله.
ودارت الأيام وتولي الطاغية يزيد بن أبي مسلم الولاية فأمسك بمحمد بن يزيد بأفريقية لما وَليهَا فِي شهر رَمَضَان عِنْد الْمغرب، وَفِي يَده عنقود عِنَب.
فَجعل مُحَمَّد يَقُول: اللَّهُمَّ احفظ لي إطلاقي الأسرى، وإعطائي الْفُقَرَاء.
.فَقَالَ لَهُ يزِيد حِين دنا مِنْهُ: مُحَمَّد بن يزِيد؟ مَا زلت أسأَل الله أَن يظفرني بك.
فقَالَ لَهُ: وَمَا زلت أسأَل الله، أَن يجيرني مِنْك.
قَالَ: وَالله، مَا أجارك، وَلَا أَعَاذَك مني، وَوَاللَّه لأَقْتُلَنك قبل أَن آكل هَذِه الْحبَّة الْعِنَب، وَوَاللَّه لَو رَأَيْت ملك الْمَوْت يُرِيد قبض روحك، لسبقته إِلَيْهَا.
فأقيمت الصَّلَاة، فَوضع يزِيد حبَّة الْعِنَب من يَده، وَتقدم، فَصلى بهم.
وَكَانَ أهل أفريقية قد أَجمعُوا على قَتله، فَلَمَّا ركع، ضربه رجل مِنْهُم على رَأسه بعمود حَدِيد، فَقتله.
وَقيل لمُحَمد: اذْهَبْ حَيْثُ شِئْت، فَمضى سالما.

تعليقات