اكتشف: هل تفعل ما أنت مقتنع به أم يتم التلاعب بك وأنت لا تدري؟!


لا تتسرع بالإجابة وتقول أنك مقتنع تماماً بما تفعله وأنك على إيمان ويقين بما تعتقده، فهكذا يتوهم ملايين الناس وكل منهم واثق في رأيه ومقتنع بشدة بما يعمله، وقد يستفيق بعضهم بعد فترة قد تطول لسنين ولا يستفيق معظمهم ويظلوا في غيبوبتهم حتى يموتون..
ما الحكاية لنرى..
هل أنت مشارك فاعل في دائرة الأحداث المحيطة بك أم أنك مجرد أداة يستخدمها الآخرون لتحقيق مآربهم ومصالحهم الخاصة التي لا ناقة لك فيها ولا جمل سوى الوهم الذي في رأسك أنك تحمل مبادئ وقيم تعمل لأجلها.. لا بد أن تكتشف حقيقة حالك وألا تستمر في سيرك على غير هدى -وإن كنت تظن أنك على صراط مستقيم- فما أنت إلا على الطريق الذي رسمه لك آخرون وأقنعوك بأنه الصراط المستقيم. بينما هو في الحقيقة والواقع طريق لا يؤدي إلا إلى مصالحهم التي يستفيدوا هم منها ويتخذونك أنت جسراً لها وأداة تنفيذ لتحقيقها عبر إيهامك أن ما تقوم به إنماهو لتحقيق المبادىء والقيم التي تؤمن بها، وما هي في الحقيقة إلا ما أوهموك به إما ابتداءاً أي منذ البداية وإما مع طول الطريق وتوالي العقبات تبدلت ما كانت مبادئ حقيقية فأصبحت مجرد شعارات يعرف حقيقة ذلك أصحاب المصالح والمآرب فيستثمرونها إلى آخر مدى لما يرجع إليهم من مصالح ويعود عليهم من منافع يغلفونها أيضاً بغلاف المبادئ لتستمر اللعبة إلى مالانهاية ولتستمر أنت تدور معهم حيث داروا سواء اقتربوا حقيقة من تلك المبادئ -هل لا زلت تتذكرها- أم ابتعدوا عنها بعداً ساحقاً إن لم يصيروا على النقيض منها.
في الحقيقة هي لعبة وأنت ملعوب به فيها وإن كنت تظن نفسك لاعباً، وفي الجملة أنت مفعول بك، وإن كانت فاعلاً فليس لمبادئك ومعتقداتك كما تظن وإنما لأجلهم.
هذه اللعبة مستمرة معك منذ ما قبل بلوغك بل منذ طفولتك وستستمر فيها إلى ما شاء الله إلا أن يشاء الله شيئاً.
وهي مستمرة من قبل أن تولد وقد مرّ بها غيرك وظنوا كما ظننت وستستمر بعد .
5% فقط من الناس من يعرف سر اللعبة إما لكونهم المستفيدين وأصحاب المصالح وإما أن يكونوا ممن منّ الله عليهم فاكتشفوا حقيقة اللعبة، بينما الـ95% وهم أغلبية الناس تذهب أعمارهم فيها وتنقضي حياتهم وهم في وهمهم مستمرون.
واللعبة قد تكون شوطاً واحداً طويلاً وقد تكون على عدة أشواط إذا انتهى شوط على غير ما توقعوا أدرك اللاعبين الصغار أنهم كانوا مستغفلين ومضللين من أصحاب اللعبة الكبار وأن جهدهم ووقتهم انقضى دون نتيجة تذكر.
وكلما انتهى شوط من اللعبة بدأ شوط آخر وتم إيهام اللاعبين الصغار بأهمية أن يكملوا اللعب أو بأنهم في الطريق لتحقيق الهدف وهكذا يستمرون في الدوران في هذه الدائرة بلا نهاية أصحاب المصالح يهدفون لتحقيق مصالجهم الخاصة واللاعبون الصغار يظنون أنهم يعملون من أجلمبادئهم ومعتقداتهم!.
لكي تستمر اللعبة ويستمر اللعب ويستمر جني الأرباح وحصد المكاسب يقوم أصحاب اللعبة والمنتفعون منها ذوي المصلحة بتغذيتها بين الحين والآخر برفع شعارات جديدة تجذب لاعبين صغار جدد يعتنقونها بحماس -وكأن الشعارات الأقدم حققت شيئاً ومن الغريب أن من نشأوا على الشعاراتالأولى يواصلون لعبهم ويعتنقون الشعارات الجديدة متناسين تماماً الشعارات القديمة التي كانوا يعتنقونها!- .
وعادة ما يلجأ أصحاب اللعبة ذوي المصلحة من استمرارها إلى التغطية على الفشل أو التناقض أو حتى الانقلاب التام على ما كانت مبادىء راسخة بالقيام بأعمال إلهاء تلهي اللاعبين الصغار عن رؤية الحقيقة وكشف سر اللعبة.
عمليات الإلهاء تظل متواصلة طالما استمرت اللعبة، وقد يتحول العمل الملهي نفسه إلى شعار وهدف جديد وفكرة ومعتقد جديد يتم اللعب لأجله.
حتى الفشل والإخفاق يتم تحويله إلى إنجاز ونجاح بفعل آلة الدعاية الجبارة التي يمتلكها اللاعبون الكبار ليواصل اللاعبون الصغار القيام بدورهم عن ثقة ويقين.
وعادة ما يتم الترويج للعبة والدعاية لها بشكل مكثف وبحشد مبالغ فيه يمنع الفرد من إعمال عقله ، فالعقول تكون مغيبة عندما يكون الشخص وسط الجماهير لذلك لكي يكون التفكير صحيحاً سليماً ينبغي أن يكون بمعزل عن المهيجات التي تثير المشاعر وتغطي على العقول "قل إنماأعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا" هكذا قال الله جلّ جلاله.
ومع الزمن يصير الدفاع عن المصالح الخاصة المتحققة في عرف اللاعبين الصغار أيضاً جزءاً من العقيدة والمبادئ ويصير القتال لأجل المصالح في نفس درجة وقوة النضال لأجل المبادئ.
وهكذا تتحول معتقدات اللاعبين الصغار من دفاع عن تلك المبادئ القديمة إلى دفاع عن منافعهم الخاصة الصغيرة التي يشركهم اللاعبون الكبار في شيء منها.
هل لا زال أحد يتذكر تلك المبادئ القديمة؟!
كانت فكرة جميلة ومبادئ تستحق العمل لأجلها قابلت ذوي نوايا صادقة آمنوا بها ثم تغيرت المبادئ وتبدلت عندما استثمرها أصحاب المصالح واستمر أصحاب النوايا الطيبة يظنون أنهم يحسنون صنعا .
بعد هذه المتاهة المتشابكة إذا لم تكن قد استوعبت بعد بشكل كامل واكتشفت هل أنت مقتنع بما تفعله أم يتم التلاعب بك ارجع إلى البداية وقارن نفسك مع ما تسمعه واحدة واحدة لتكتشف الحقيقة.
اتعب لدقائق في التفكير لتستريح باقي حياتك وإلا ستضيع حياتك في الأوهام وأنت لا تدري.
السلام عليكم

تعليقات