حَدث الْبزورِي، قَالَ: دخلت على أبي الْعَبَّاس بن ثوابة، وَكَانَ مَحْبُوسًا، فَقَالَ لي: احفظ عني.
قلت: نعم.
فَقَالَ:
عواقب مَكْرُوه الْأُمُور خِيَار ... وَأَيَّام سوء لَا تدوم قصار
وَلَيْسَ بباق بؤسها وَنَعِيمهَا ... إِذا كرّ ليل ثمَّ كرّ نَهَار
قَالَ: فَلم تمض إِلَّا أَيَّام يسيرَة، حَتَّى أطلق من حَبسه.
لا تجزع إذا أعسرت يوماً
جَاءَ رجل إِلَى جَعْفَر بن مُحَمَّد، فَشَكا إِلَيْهِ الْإِضَافَة، فأنشده جَعْفَر بن مُحَمَّد:
فَلَا تجزع إِذا أعسرت يَوْمًا ... فكم أرضاك باليسر الطَّوِيل
وَلَا تيأس فَإِن الْيَأْس كفر ... لَعَلَّ الله يُغني عَن قَلِيل
وَلَا تَظنن بِرَبِّك غير خير ... فَإِن الله أولى بالجميل
قَالَ الرجل: فَذهب عني مَا كنت أجد.
إذا اشتد العسر فتوقع اليسر
ذكر القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن التنوخي أَن عبيد الله بن زِيَاد، أُتِي بِرَجُل من الْقُرَّاء فشتمه وَقَالَ لَهُ: أحروري أَنْت؟ .
فَقَالَ الرجل: لَا وَالله، مَا أَنا بحروري.
فَقَالَ: وَالله، لَأَفْعَلَنَّ بك، ولأصنعن، انْطَلقُوا بِهِ إِلَى السجْن، فَانْطَلقُوا بِهِ.
فَسَمعهُ ابْن زِيَاد يهمهم، فَرده، وَقَالَ لَهُ: مَا قلت؟
فَقَالَ: حضرني بيتان من الشّعْر قلتهما.
فَقَالَ: إِنَّك لفارغ الْقلب، أَنْت قلتهما، أم شَيْء سمعته؟
قَالَ: بل قلتهما، وهما:
عَسى فرج يَأْتِي بِهِ الله إِنَّه ... لَهُ كل يَوْم فِي خليقته أَمر
إِذا اشْتَدَّ عسر فارج يسرا فَإِنَّهُ ... قضى الله أَن الْعسر يتبعهُ يسر
فَسكت ابْن زِيَاد سَاعَة، ثمَّ قَالَ: قد أَتَاك الْفرج، خلوا سَبيله.
تعليقات
إرسال تعليق