أمنية غريبة.. يتمنى أن يكون مثل الزانية ولا يكون مسئول مهم!!


أمنية غريبة.. يتمنى أن يكون مثل "الزانية" ولا يكون مسئول مهم!!
لنرى ذلك..


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله
أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة أطفال رضع تكلموا في المهد .
وهم عيسى ابن مريم عليها السلام أنطقه الله دفاعاً عن أمه عندما أتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً يا أخت هارون ما كان أبوك إمرأ سوء وما كانت أمك بغيا فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا* قال: إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا* وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً * وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً * والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا.
والطفل الثاني هو ابن المرأة البغي في قصة العابد جريج حين اتهموه بالفاحشة فأنطق الله الطفل الرضيع وقال أبي الراعي.
وقد ورد أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ممن تكلم في المهد شاهد يوسف الذي شهد له عند عزيز مصر في قصة يوسف عندما راودته التي هو في بيتها عن نفسه، إن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين وإن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين.
وكذلك ابن ماشطة فرعون الذي أنطقه الله وطلب من أمه الصبر عندما ألقاها فرعون مع أبنائها في القدر المغلي.
وابن المرأة في قصة أصحاب الأخدود الذين آمنوا فحفر لهم الملك الكافر الأخدود وأضرم به النار وألقى فيه من لم يرجع عن دينه فقال الطفل الرضيع لأمه عندما ترددت أن تقع في النار اصبري يا أماه فإنك على الحق.
والطفل الرضيع الآخر الذي أخبرنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتفق عليه ورواه أحمد عن أبي هريرة:
بينما امرأة في حجرها ابن لها ترضعه إذ مر بها راكب ذو شارة - مثل مسئول مهم يركب سيارة فارهة في زماننا - .
فقالت: اللهم اجعل ابني مثل هذا .
-دعت الله ان يصبح ابنها عندما يكبر مثل هذا المسئول المهم الذي يركب السيارة الفارهة!-.
فقال -الطفل الرضيع- : اللهم لا تجعلني مثله.
ثم رجع يرضع. - أي أن الطفل الرضيع قد أنطقه الله وجعله يتكلم عندما دعت أمه بذلك الدعاء وتمنت أن يكون مثل الراكب ذو الشارة فدعا الله قائلاً: اللهم لا تجعلني مثله . ثم رجع يرضع من أمه!!
ومرّت بامرأة تُجرّر وتُضرب. -كان الناس يجرون امرأة ويضربونها في الشارع بعد اتهامها بالزنا- .
فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه. -أي لا تجعله عندما يكبر يكون حاله كحال هذه المرأة ويتعرض لهذه الإهانات والضرب من الناس-.
فترك ثديها وقال: اللهم اجعلني مثلها. -أي توقف عن الرضاعة ودعا الله أن يكون حاله عندما يكبر مثل حال هذه المرأة!!-.
-طبعاً هذا شيء غريب وعجيب أن تدعو له أمه فيرد عليها ويدعو لنفسه بخلاف دعوتها له، فهي تدعو له بما تراه أنه خير له وهو يدعو لنفسه بما أنطقه الله به أن خير له.
قال : يا أمّاه إن الراكب ذو الشارة جبار من الجبابرة كافر. -أي ان هذا المسئول المهم الذي أعجبك منظره ومركبه وتمنيتي أن أكون مثله عندما أكبر هو جبار ظالم كافر وأنا أعوذ بالله أن أكون مثله .
وأما المرأة فإنهم يقولون إنها تزني ولم تزني ويقولون سرقت ولم تسرق، وتقول: حسبي الله .
-اما المرأة التي دعوتي الله أن لا أكون مثلها والتي يتهمونها بالزنا والسرقة فهي بريئة من ذلك وهي مسلمة صالحة تحتسب عند الله ما تتعرض له من أذى وإفك وبهتان فانا أدعو الله أن أكون مثلها بريئاً من هذه الأوزار طاهراً أمام الله وإن كنت في نظر الناس متهم-.
ففي إنطاق الله لهذا الطفل عبرة بليغة أن على الناس ألا يغتروا بالمظاهر.
وألا يتسرعوا في الحكم على الناس واتخاذ موقف منهم من الانطباع الأولي فربما كان العكس هو الصحيح.
وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
وفيها ان كثيراً ممن ينظر الناس إليهم نظرة احترام وتوقير ويتم الترحيب بهم وتقديمهم في المجالس من الوجهاء والمسئولين الكبار مقامهم عند الله وضيع جداً في حين ان كثيراً ممن تزدريهم الأعين مقامهم عظيم عند الله.
وفي قصص انطاق الله للأطفال الآخرين إرشاد للناس إلى ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم.
فعيسى عليه السلام نطق بما برأ به أمه مما رميت به، وشرح لهم بأوضح عبارة من أول يوم ولد فيه أنه عبد الله جعله نبياً ومباركاً.
وكذلك الطفل في قصة كل من جريج ويوسف عليه السلام أنطقه الله مبرئاً لهما مما اتهما به.
والطفل في قصة كل من ماشطة فرعون وأصحاب الأخدود أنطقه الله ليثبت المؤمنين على ما هم عليه من الحق لكي لا يترددوا ولا يتراجعوا عن الالتزام به والتضحية في سبيله.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وعلى آله.




تعليقات