قصة حقيقية..تعرف على الشخص الوحيد الذي واجه الغول!! واجه بشجاعة ما عجز عنه أشجع الفرسان لعشرين سنة!!



روى أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد الْكَاتِب قَالَ حَدثنِي بعض الْأَشْرَاف بِالْكُوفَةِ: أَنه كَانَ بهَا رجل حسني يعرف بالأدرع شَدِيد الْقلب جدا . قَالَ وَكَانَ فِي خرائب الْكُوفَة شَيْء يظْهر للمجتازين فِيهِ نَار يطول تَارَة وَيقصر أُخْرَى يَقُولُونَ هِيَ غولة يفزع مِنْهُ النَّاس. فَخرج الأدرع لَيْلَة رَاكِبًا فِي بعض شَأْنه . قَالَ لي الأدرع فَاعْترضَ لي السوَاد وَالنَّار فطال الشَّخْص فِي وَجْهي فأنكرته. ثمَّ رجعت إِلَى نَفسِي فَقلت أما شَيْطَان وغولة فهوس وَلَيْسَ إِلَّا إنْسَانا . فَذكرت الله تَعَالَى وَصليت على نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وجمعت عنان الْفرس وقرعته بالمقرعة وطرحته على الشَّخْص فازداد طوله وَعظم الضَّوْء فِيهِ. فنفر الْفرس فقرعته فَطرح نَفسه عَلَيْهِ فقصر الشَّخْص حَتَّى عَاد على قدر قامة. فَلَمَّا كَاد الْفرس يخالطه ولى هَارِبا فحركت خَلفه فَانْتهى إِلَى خربة فَدَخلَهَا فَدخلت خَلفه . فَإِذا هُوَ قد نزل سرداباً فِيهَا فَنزلت عَن فرسي وشددته وَنزلت وسيفي مُجَرّد . فحين حصلت فِي السرداب أحسست بحركة الشَّخْص يُرِيد الْفِرَار مني . فطرحت نَفسِي عَلَيْهِ فَوَقَعت يَدي على بدن إِنْسَان . فقبضت عَلَيْهِ فَأَخْرَجته فَإِذا هِيَ جَارِيَة سَوْدَاء . فَقلت أَي شَيْء أَنْت وَإِلَّا قتلتك السَّاعَة . قَالَت قبل كل شَيْء أَنْت إنسي أم جني فَمَا رَأَيْت أقوى قلباً مِنْك قطّ . فَقلت أَي شَيْء أَنْت . قَالَت أمة لآل فلَان قوم بِالْكُوفَةِ أبقت مِنْهُم سِنِين فتغربت فِي هَذِه الخربة . فولد لي الْفِكر أَن أحتال بِهَذِهِ الْحِيلَة وأوهم النَّاس أَنِّي غولة حَتَّى لَا يقرب الْموضع أحد . وأتعرض لَيْلًا للأحداث وَرُبمَا رمى أحدهم منديلاً أَو إزاراً فَآخذهُ فأبيعه نَهَارا وأقتات بِهِ أَيَّامًا. قلت فَمَا هَذَا الشَّخْص الَّذِي يطول وَيقصر وَالنَّار الَّتِي تظهر. قَالَت كسَاء معي طَوِيل أسود فَأَخْرَجته من السرداب وقضبان مهندية أَدخل بَعْضهَا فِي بعض فِي الكساء وارفعه فَيطول. فَإِذا أردْت تَقْصِيره رفعت من الأنابيب وَاحِدَة وَاحِدَة فيقصر. وَالنَّار فَتِيلَة شمع معي فِي يَدي لَا أخرج إِلَّا رَأسهَا مِقْدَار مَا يضيء الكساء. وأرتني الشمعة والكساء والأنابيب. ثمَّ قَالَت قد جَازَت هَذِه الْحِيلَة نيفاً وَعشْرين سنة واعترضت فرسَان الْكُوفَة وشجعانها وكل أحد . فَمَا أقدم أحد عَليّ غَيْرك وَلَا رَأَيْت أَشد قلباً مِنْك . فحملها الأدرع إِلَى الْكُوفَة فَردهَا إِلَى مواليها فَكَانَت تحدث بِهَذَا الحَدِيث وَلم ير بعد ذَلِك أثر غولة فَعلم أَن الحَدِيث حق.

تعليقات