حج معاوية سنة من سنيه فسأل عن امرأة يقال لها الدارمية الحجونية .
فاخبر بسلامتها فبعث إليها فجيء بها .
فقال لها كيف حالك يا ابنة حام .
قالت بخير ولست لحام إنما أنا امرأة من قريش من بني كنانة ثمت من بني أبيك .
قال صدقت .
هل تعلمين لم بعثت إليك .
قالت لا يا سبحان الله وأنى لي بعلم ما لم أعلم .
قال بعثت إليك أن أسألك علام أحببت علياً عليه السلام وأبغضتيني وعلام واليتيه وعاديتيني .
قالت أو تعفيني من ذلك .
قال لا أعفيك ولذلك دعوتك.
قالت فأما إذا أبيت فإني أحببت علياً عليه السلام على عدله في الرعية وَقَسمه بالسوية، وأبغضتك على قتالك من هو أولى بالأمر منك، وطلبك ما ليس لك، وواليت علياً عليه السلام على ما عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم من الولاية وحب المساكين وأعظامه لأهل الدين، وعاديتك على سفكك الدماء وشقك العصا.
قال صدقت.
وقال لها هل رأيت علياً .
قالت أي والله لقد رأيته.
قال كيف رأيته .
قالت لم ينفخه الملك، ولم تصقله النعمة .
قال فهل سمعت كلامه .
قالت نعم .
قال فكيف سمعته .
قالت كان والله كلامه يجلو القلب من العمى كما يجلو الزيت صدأ الطست.
قال صدقت هل لك من حاجة .
قالت وتفعل إذا سألت .
قال نعم.
قالت تعطيني مائة ناقة حمراء فيها فحلها وراعيها .
قال ماذا تصنعين بها .
قالت اغذو بألبانها الصغار، واستحني بها الكبار، واكتسب بها المكارم، وأصلح بها بين عشائر العرب .
قال فان أنا أعطيتك هذا أحل منك محل علي عليه السلام .
قالت يا سبحان الله أو دونه أو دونه .
فقال معاوية:
أما والله لو كان علياً ما أعطاك شيئاً .
قالت أي والله ولا برة واحدة من مال المسلمين يعطني.
ثم أمر لها بما سألت.
تعليقات
إرسال تعليق