النبي صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
هل
تريد أن تعرف كيف كان شكل وجسم النبي صلى الله عليه وسلم .. هيا لنرى
صنف
العلماء في صفة وشكل النبي صلى الله عليه وسلام وملامحه الجسمانية والخَلقية
مصنفات كثيرة ونقل الإمام ابن كثير
عن
الشيخ النووي فصلاً مختصراً فيه قال:
كان صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا
القصير، ولا الأبيض الأمهق، ولا الآدم، ولا الجعد القطط ولا السبط.
وتوفي
وليس في رأسه عشرون شعرة بيضاء، وكان حسن الجسم بعيد ما بين المنكبين، له شعر إلى
منكبيه، وفي وقت إلى شحمة أذنيه.
وفي
وقت إلى نصف أذنيه، كث اللحية، شثن الكفين، أي غليظ الأصابع، ضخم الرأس والكراديس،
في وجهه تدوير، أدعج العينين طويل أهدابهما، أحمر المآقي ذا مسربة، وهي الشعر
والصبب: الانحدار من مكان مرتفع.
الدقيق من الصدر إلى السرة كالقضيب، إذا مشى تقلع كأنما ينحط من صبب أي يمشي بقوة،
يتلألأ
وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، كان وجهه كالقمر، حسن الصوت، سهل الخدين، ضليع الفم،
سواء الصدر والبطن، أشعر المنكبين والذراعين وأعالي الصدر، طويل الزندين رحب
كتفيه خاتم النبوة، كزر الحجلة وكبيضة الحمامة.
الراحة، أشكل العينين، أي طويل شقهما، منهوس العقبين، أي قليل لحم العقب، بين
وكان
إذا مشى كأنما تطوى له الأرض، ويجدّون في لحاقه وهو غير مكترث.
وكان
يسدل شعر رأسه، ثم فرقه، وكان يرجله، ويسرح لحيته ويكتحل بالإثمد كل ليلة، في كل
عين ثلاثة أطراف عند النوم.
وكان
أحب الثياب إليه القميص والبياض والحبرة، وهي ضرب من البرود فيه حمرة، وكان كم
قميصه صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ، ولبس في وقت حلة حمراء وإزاراً ورداء، وفي
وقت ثوبين أخضرين، وفي وقت جبة ضيقة الكمين، وفي وقت قباء، وفي وقت عمامة سوداء،
وأرخى طرفها بين كتفيه، وفي وقت مرطاً أسود أي كساء، ولبس الخاتم والخف والنعل.
انتهى
ما ذكره.
وقال
أنس بن مالك رضي الله عنه: ما مسست ديباجاً ولا حريراً ألين من كف رسول الله صلى
الله عليه وسلم، ولا شممت رائحة قط أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر
سنين فما قال لي أف قط، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا
فعلت كذا؟ رواه مسلم.
وقال
عبد الله بن سلام: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه،
فلما نظرت إليه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب.
صلى الله عليه وسلم صلاة دائمة إلى يوم الدين
وسلم تسليماً كثيراً.
وأما
أخلاقه الطاهرة، فقد قال الله سبحانه: {ن والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك
بمجنون * وإن لك لأجراً غير ممنون * وإنك لعلى خلقٍ عظيم} .
وفي
الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
القرآن.
ومعنى
هذا أنه صلى الله عليه وسلم قد ألزم نفسه ألا يفعل إلا ما أمره به القرآن، ولا
يترك إلا ما نهاه عنه القرآن، فصار امتثال أمر ربه خلقاً له وسجية، صلوات الله
وسلامه عليه إلى يوم الدين.
وقد
قال الله تعالى: { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } فكانت أخلاقه صلى الله عليه
وسلم أشرف الأخلاق وأكرمها وأبرها وأعظمها:
فكان
أشجع الناس وأشجع ما يكون عند شدة الحروب.
وكان
أكرم الناس، وأكرم ما يكون في رمضان.
وكان
أعلم الخلق بالله، وأفصح الخلق نطقاً، وأنصح الخلق للخلق، وأحلم الناس.
وكان
صلى الله عليه وسلم أشد الناس تواضعاً في وقار، صلوات الله وسلامه عليه إلى يوم
الدين.
قالت
قيلة بنت مخرمة في حديثها عند أبي داود: فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
المتخشع في جلسته أرعدت من الفرق.
وفي
السيرة أنه صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة يوم الفتح جعل يطأطئ رأسه من التواضع،
حتى إن مقدم رحله ليصيب عثنونه، وهو من شعر اللحية.
وكان
أشد حياء من العذراء في خدرها، ومع ذلك كان أشد الناس بأساً في أمر الله، وروي عنه
أنه قال صلى الله عليه وسلم: «أنا الضحوك القتال» .
وهكذا
مدح الله عز وجل أصحابه حيث قال تبارك وتعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء
على الكفار رحماء بينهم} .
تعليقات
إرسال تعليق