كيف تكسب أجر رجل عاش منذ آدم وحتى قيام الساعة!؟




كيف تكسب أجر رجل عاش منذ آدم وحتى قيام الساعة!؟
أي أجور وحسنات كأنك مخلوق منذ عهد آدم من آلاف السنين وحتى آخر الزمان..
لنرى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً } الفرقان:٦٢
وأقسم الله عز وجل بالزمن فقال: { والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} .
أوقاتنا هي أعمارنا، هذا العمر الذي نعيشه هو المزرعة التي نجنى ثمارها في الآخرة.
إن زرعنا خيراً كنا ممن يقال لهم: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ } الحاقة:٢٤ وإن كانت الأخرى فستتمنى الرجوع إلى الدنيا {وَهُمْ
يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ }  فاطر:٣٧
لو عاش المرء 70 سنة، فإنه يقضي منها 23 سنة وهو نائم "إذا نام ٨ ساعات في اليوم ".
 و23 سنة يقضيها في العمل لكسب العيش " إذا عمل ٨ ساعات يومياً " .
ويقضي 14 سنة قبل البلوغ، و٥ سنوات "أكل ووقت فراغ" .
أي 65 سنة تمثل 93% من عمره ولا يتبقى سوى 5 سنوات فقط من العمر لا تمثل سوى 7% من عمره.
 فهل يستغلها في عبادة الله بعد أن قضى أكثر من 93% من حياته في النوم والعمل والأكل والفراغ؟!

وإذا كانت الصلوات الخمس لا تأخذ أكثر من ساعة واحدة في اليوم وإذا أضفت إليها ساعة للأذكار وقراءة القرآن وأعمال البر فإن 22 ساعة تذهب يوميا بين نوم وعمل وأكل وشرب وفراغ وانترنت وأصدقاء ولهو وراحة.

فإذا كان الحال كذلك ونحن الذين خلقنا الله عز وجل لعبادته فما السبيل لنيل رضاه والتقرب إليه لننال أعلى الدرجات في الحياة الباقية المديدة حيث الخلود إلى أبد الآبدين بعد أن تنتهي هذه الحياة الفانية القصيرة؟!
ليس أمامنا إلا نستغل أوقاتنا وأن نطيل أعمارنا .. وهل يمكن أن نزيد أعمارنا وكيف يكون ذلك؟!
من رحمة الله بنا أن يسّر لنا أعمالاً هينة يسيرة لكنّ ثوابها وأثرها عظيم عظيم..
منها صلة الأرحام:
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" متفق عليه.
وفي صحيح الجامع عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ" .
ومن العلماء من يري أن هذه الإطالة في العمر حقيقية .
ومنهم من يقول هي البركة في عمره وتوفيقه للطاعات وصيانة أوقاته عن الضياع في ما لا يفيد، وأن يعمل في الزمن القصير ما لا يعمله غيره إلا في الزمن الطويل.

احتسب كل عملك لله:
وبإمكانك أن تحول عاداتك إلى عبادات وتكسب ثواب عبادة 24 ساعة كاملة في اليوم كأنك قضيت كل ثانية من ثواني اليوم في عبادة الله!
وذلك يكون باحتسابك الأجر من الله في كل عمل تعمله..
في نومك وأكلك وشربك وعملك ولهوك حتى في إعطائك مصروف أبنائك وإطعام زوجتك اجعل نيتك دائماً أن هذا العمل ابتغاء وجه الله.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها حتى ما تضعه في فيّ امرأتك" رواه البخاري.
فاجعل نيتك في كل شيء وكل عمل ابتغاء وجه الله تنال أجور متواصلة طوال الوقت الذي تقضيه بلا تعب ولا مشقة.

ثقّل ميزانك ونل أعلى الدرجات بحسن أخلاقك: فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي قال: "ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء".
وإذا حسّنت خلقك مع الناس حصلت على درجة ثواب الصائم القائم لقوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصّائِمِ الْقَائِمِ" صحيح رواه أبي داود .
وبحسن خلقك تكون أقرب الناس مجلساً من النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة حيث قال: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً".

وتزيد عمرك أيضاً بتحسين علاقتك بالجيران: ففي صحيح الجامع عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صِلَةَ الرَّحِمِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَحُسْنُ الْجِوَارِ، يَعْمُرَانِ الدِّيَار، وَيَزِيدَانِ فِي الأَعْمَار".

احصل على أجر كأنك صليت كل صلاة 27 مرة:
 تستطيع مضاعفة ثواب صلاتك 27 مرة إذا صليت في المسجد لقوله صلى الله عليه وسلم : "صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الْفَرْدِ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَة" متفق عليه.
فلو مات شخصين مثلا في نفس العمر، أحدهما تعوَّد أن يصلي في بيته منفرداً طوال حياته، والآخر يصلي في جماعة في المسجد، فإن ثواب الرجل الثاني يزيد على ثواب الأول بسبع وعشرين مرة كأنما عاش ٢٧ مرة ضعف الرجل الآخر.
فلو عاش الأول 70 سنة فإن الآخر يضاعف له أجر صلاته كأنه عاش 1890 سنة!

تستطيع الحصول على أجر الحاج كل يوم:
ففي كل يوم خمس مرات فإذا توضأت في البيت قبل الخروج للصلاة قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّراً إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ" رواه أبو داود وصححه الألباني.

والصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في أي مسجد آخر بمائة ألف صلاة:
 كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث.
فصلاة ركعتين تؤديهما في المسجد الحرام تستغرقان منك دقيقتين تساويان ثواب 100.000 صلاة في غيره أي كأنك صليت 50.000 دقيقة في غيره من المساجد .
والتي تساوي 34.72 يوما صلاة متواصلة ليل نهار!.
فلو أديت 10 صلوات بالمسجد الحرام تأخذ منك 20 دقيقة تتحصل على ثواب 347 يوم متواصلة من الصلاة ليل نهار في غيره من المساجد!.
ولو صليت 10 ركعات في ثلث ساعة كأنك صليت مليون ركعة في أي مسجد آخر غير المسجد الحرام!
أي أن ساعة واحدة في المسجد الحرام تصلي بها 30 ركعة تتحصل بها ثواب أكثر من 1000 يوم متواصلة من الصلاة ليل نهار في غيره من المساجد .
وتساوي الثلاثين ركعة في المسجد الحرام 3 ملايين ركعة في غيره من المساجد!.
وقس على ذلك كلما زدت كأنما زاد عمرك بمئات وآلاف السنين!!
والصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم تساوي ألف صلاة في غيره من المساجد، والصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة في غيره.

صلاة التطوع والسنة في بيتك تضاعف لـ25 مرة:
في صحيح الجامع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صَلاَةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعاً حَيْثُ لاَ يَرَاهُ النَّاسُ تَعْدِلُ صَلاَتَهُ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ خَمْساً وَعِشْرِينَ".
وقال صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ صَلاَةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ الْمَكْتُوبَةَ" متفق عليه.

وتأخذ أجر قيام الليل كل يوم بالمحافظة على صلاة العشاء والفجر في جماعة:
 قال صلى الله عليه وسلم: "من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام الليل" رواه البخاري ومسلم.
فإذا واظبت باستمرار على صلاتي الفجر والعشاء في جماعة كأنك قمت العام كله.

وبأدائك ركعتين صلاة الضحى تنال أجر 360 صدقة كل يوم :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يُصْبِحُ عَلَىَ كُلِّ سُلاَمَىَ -أي مفصل- مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجَزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَىَ" رواه مسلم .
فعدد مفاصل الإنسان 360 مفصلاً عليك أن تتصدق عنها كل صباح كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن فضل الله أن جعل هذه الصدقات يسيرة يستطيعها كل أحد سواء معه مال أو كان بدون مال فكل تسبيحة أو تحميدة أو تهليلة أو تكبيرة أو أمر بمعروف أو نهي عن المنكر فيها صدقة ويجزء عن ذلك كله ركعتي الضحى.

وتأخذ أجر حجة تامة بحضور درس علم في المسجد:
 لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْراً أَوْ يُعَلِّمَهُ (يَعْمَلَهُ) كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامّاً حَجَّتُهُ" رواه الطبراني وصححه الألباني.

 كنوز لا تخطر على بال -أجور مئات آلاف السنين-كل يوم جمعة:
فتأخذ أجر صيام وقيام مئات السنين إذا قمت يوم الجمعة بما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ، وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ عَمَلُ سَنَةٍ، أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا" رواه أهل السنن وصححه الألباني.
فلو كنت تمشي للمسجد مائة خطوة لك أجر 100 سنة كل جمعة أي 400 سنة كل شهر أي 5200 سنة كل عام أي 312.000 سنة خلال عمرك اذا كان 60 سنة!!.
ولو زاد عدد الخطوات كلما كنت بعيداً من المسجد زادت أجورك العظيمة.
لذلك لما أراد بنو سلمة الانتقال للسكن قريباً من المسجد النبوي قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : "يا بني سلمة ألا تحتسبون آثاركم إلى المسجد؟".
 وقال: "يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم" حديث في صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني.

احرص على الإكثار من الحج والعمرة:
 لقوله صلى الله عليه وسلم: " ولَيسَ للحَجَّةِ المبرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الجنَّةِ" صحيح رواه الترمذي .
 ولقوله صلى الله عليه وسلم: "عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي" يعني: يعني ثواب العمرة في رمضان يعدل ثواب حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري .
وإذا ساعدت فقراء المسلمين على أداء فريضة الحج من مالك إذا كنت ميسورا، فإن الله - تعالى -يكتب لك مثل ثواب حجهم.

وإذا صليت في مسجد قباء تحصلت على أجر عمرة :
لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءٍ، فَصَلَّى فِيهِ صَلاَةً، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ" رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

الأذان للصلاة والترديد مع المؤذن:
قال صلى الله عليه وسلم: " وَالْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوْتِهِ، ويُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ" صحيح سنن النسائي .
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً قال: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ المُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قُلْ كَمَا يَقُولُونَ، فإِذَا انْتَهَيْتُ فَسَلْ تُعْطَهُ" صحيح رواه  أبي داود. أي يتقبل الله منك الدعاء.

الإكثار من صيام النوافل:
 مثل صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثم أتْبَعَهُ سِتّا مِنْ شَوّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" رواه مسلم .
وصيام الأيام البيض الثلاثة من كل شهر هجري: وهي ١٣ - ١٤ - ١٥، لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ" صحيح رواه ابن ماجه .
فإذ صمت ستة أيام من شوال، سُجِّلَ لك ثوابُ صيامِ سنةٍ كاملةٍ، وإذا صمت ثلاثة أيام من كل شهر، سُجِّلَ لك ثوابُ صيام سنةٍ أخرى.
وصيام عرفة لغير الحاج يكفر ذنوب سنتين، وصيام عاشوراء يكفر ذنوب سنة كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

هكذا تبتعد وتجعل خنادق بينك وبين النار يوم القيامة
روى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض".
 صحيح رواه الترمذي والألباني في الجامع الصحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من صام يوما في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا" .
صحيح رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة والألباني في صحيح الجامع.
وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفا".
 صحيح رواه المنسائي واتبن ماجة والألباني في الجامع الصحيح.
وعن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام يوما في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام".
 حسن رواه النسائي والألباني في الجامع الصحيح
وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه من جهنم سبعين عاما" .
صحيح رواه النسائي والألباني في الجامع الصحيح.

شارك في تفطير الصائمين تأخذ مثل أجورهم:
 لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَطَّرَ صَائِماً كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أجْرِ الصَّائِمِ شَيْئاً" صحيح رواه الترمذي .
فلو فطَّرت خمسا من الصائمين في كل يوم من رمضان، لسُجِّلَ لك في نهاية رمضان ثواب صيام ٥ أشهر بدل شهر واحد.

قيام ليلة القدر أفضل عند الله من عبادة شهر:
 كما قال تعالى: { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر} أي ثواب قيامها أفضل من ثواب العبادة لمدة ٨٣ عاما.
فلو داومت على قيام ليلة القدر لمدة عشر سنوات أدركت بفضل الله أجر ٨٣٣ سنة عبادة، ولو داومت عليها 60 سنة كأنك قمت 5000 سنة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

الجهاد في سبيل الله:
لقوله صلى الله عليه وسلم: "مقام الرجل في الصف في سبيل الله، أفضل عند الله من عبادة رجل ستين سنة" .
رواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط البخاري.

الرباط والحراسة في سبيل الله في الأجر كصيام شهر وقيامه،:
لقوله صلى الله عليه وسلم : "مَنْ رَابَطَ يَوْماً وَلَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ" صحيح رواه النسائي .
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط" .
صحيح رواه مالك ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي.

الإكثار من قراءة القرآن:
 بعض السور مثل: سورة الإخلاص، تعدل ثلث القرآن، وسورة الكافرون تعدل ربع القرآن.
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ " قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ }
تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ" رواه مسلم.
 وقال صلى الله عليه وسلم: { قل يا أيها الكافرون }
 تعدل ربع القرآن" رواه الحاكم في المستدرك وصححه.

الإكثار من ذكر الله عز وجل:
 فيه بحر عظيم من الحسنات، رغم سهولة قوله، ومنه التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والحوقلة والحسبلة.
فعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟! ذكر الله" .
صحيح رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم.
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟
 تسبحون وتكبرون وتحمدون في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة" صحيح رواه مسلم وأحمد.
وعن جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّىَ الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَىَ، وَهِيَ جَالِسَةٌ.
 فَقَالَ: "مَا زِلْتِ عَلَىَ الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟" قَالَتْ: نَعَمْ.
 فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ:
سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ" رواه مسلم.
أي أنها لو قالت هذه الكلمات ثلاث مرات لكان ثوابها أكثر من ثواب ما أجهدت نفسها بالساعات الطوال في ذكر الله تعالى.
وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار؟!
تقول: الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملء ما خلق، الحمد لله عدد ما في السماوات وما في الأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، والحمد لله على ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله ملء كل شيء.
 وتسبح مثلهن، تعلمهنّ وعلمهنّ عقبك من بعدك".
 صحيح رواه الطبراني.


احصل على مليون عند كل دخول للسوق أو المتجر أو السوبرماركت:
فعن ابن عمر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " من دخل السوق فقال:
 لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة وبنى له بيتاً في الجنة" .
صحيح رواه أحمد والترمذي وابن ماجة والحاكم.
فهذه مليون حسنة تكسبها بكل يسر وبلا جهد أو مشقة وأنت تتسوق في السوق أو السوبرماركت أو المحلات التجارية وأيضاً تمحى عنك مليون سيئة وترفع مليون درجة ويبنى لك بيتا في الجنة!!

الإكثار من الاستغفار:
فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً" .
رواه الطبراني وإسناده جيد.
فتخيل أنك باستغفارك للمؤمنين والمؤمنات، تنال كل يوم مليار حسنة، باعتبار أن عدد المسلمين اليوم أكثر من مليار و ٢٠٠ مليون مسلم،  وإذا أضفت إليهم الأموات تحصل على مليارات كل يوم.
فلا تتردد أن تدعو للمسلمين قائلا: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

المشاركة في قضاء حوائج الناس:
 فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لأَنْ أَمْشِي مَعَ أَخِي الْمُسْلِمِ فِيِ حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ شَهْرًا" أي مسجد المدينة.
 رواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
فثواب قضائك لحاجة أخيك المسلم تعدل ثواب من يعتكف في المسجد النبوي لذكر الله لمدة شهر!.
وقضاء حاجته كأن تنجز له معاملة لا يستطيعها أو تؤدي عنه عمل يشق عليه.

جبال حسنات لمن تبع جنازة:
فعن البراء وثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تبع جنازة حتى يصلَّى عليها كان له من الأجر قيراط ومن مشى مع الجنازة حتى تدفن كان له من الأجر قيراطان، والقيراط مثل أحد".
صحيح روه مسلم وأحمد والنسائي وابن ماجة.

أعمال تجري عليك حسناتها بعد مماتك:
 منها الموت مرابطاً:
قال صلى الله عليه وسلم: "كلُّ ميِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إلاَّ الَّذِي مَاتَ مُرَابِطاً فِي سَبِيلِ اللهِ، فإنَّهُ يُنَمَّى لهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَيَأْمَنُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ".
 رواه الترمذي وقال حسن صحيح .


ومنها الصدقة الجارية:
كوقف أعمال الخير في سبيل الله، وحفر الآبار، وبناء مأوى للأيتام، وغرس الأشجار، وبناء المساجد والمدارس وطباعة الكتب ووقفها لله تعالى.
 وغير ذلك من أعمال البر، كل هذا مما تستمر حسناته لك في حياتك وبعد مماتك.
 قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ" .
رواه ابن ماجه وحسنه الألباني .

ومنها أن يكون لك ولدٌ صالح:
 فتربية الولد على الصلاح تستمر حسناته لك في الحياة وبعد الممات، قال صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: وذكر منها: .... أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ" رواه مسلم .

الدعوة إلى الله وتعليم الناس الخير:
 من الأعمال الجاري ثوابها لك في الحياة وبعد الممات قال صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إَلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ" رواه مسلم .
فأنت إذا دللت أخاك المسلم على طاعة الله أو على خير، فإنك تأخذ مثل أجره وثوابه.
قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا".
رواه مسلم .
وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله".
 صحيح رواه أحمد وأبي داود والترمذي.
فتخيل مقدار الأجور العظيمة التي تتحصلها من كل خير تدل الناس عليه وترشدهم إليه أو يستفيدونه منك!

فضل الله عظيم:
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن ذلك، فمن همَّ بحسنة فعملها كتبها الله تعالى عنده عشرة حسنات إلى سبعمائه ضعف إلى أضعاف كثيرة.
وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة.
فإن همّ بها فعملها كتبها الله تعالى سيئة واحدة ولا يهلك على الله إلا هالك" .
صحيح رواه البيهقي.

تحذير خطير لئلا تضيع كل الأجور العظيمة الآي كسبتها في حياتك في لحظة واحدة

بعد أن سجلت أخي في سجلك مليارات الحسنات، لابد لك أن تحافظ عليها وإلا لم تستفد شيئا، ولمعرفة ذلك لابد أن تحذر من أربعة أمور خطيرة وهي:
1- المعاصي والذنوب:
فإنها من أكثر الأمور التي تحبط الحسنات، وترجح كفة السيئات.
فاقتراف ذنب واحد مثل: الزنا مثلا، أو انتهاك محارم الله كفيل بإحباط الحسنات ولو كانت كالجبال.
قال صلى الله عليه وسلم: "لأَعْلَمَنَّ أَقْوَاماً مَنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضاً.
فَيَجْعَلُهَا اللهُ عز وجل هَبَاءً مَنْثُورا”.
 قَالَ ثُوْبان: يَا رَسُولَ اللهِ! صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَم.ُ
قَالَ “أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتَكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا” .
صحيح رواه ابن ماجه .
2- العجب والاغترار بالأعمال الصالحة:
 فإنها تحبط ثوابها، لأن صاحبها ظن أنه سيدخل الجنة بعمله فقط.
لذلك على المسلم أن يعلم أن قيامه بالأعمال الصالحة هو بفضل الله وتوفيقه أولا، وألا يغتر بكثرة عمله، لأنه لا يعلم أقَبِلَ الله منه أم لا؟
 والله تعالى لا يتقبل الأعمال الصالحة إلا من المتقين، كما قال: { إنما يتقبل الله من المتقين } المائدة ٢٧ .
ويجب أن يعلم أن أعماله الصالحة كلها لا توازي نعمة واحدة من نعم الله، كنعمة البصر.
 كما أن هناك الكثير من عباد الله أكثر منه عملا وثوابا.
3- الاعتداء على حقوق الناس:
إيذاء الناس بغيبة أو شتم أو سب أو نميمة، أو أخْذِ حقوقهم بغير حقٍ كل ذلك يسلب من الإنسان حسناته يوم القيامة. وتعطى لمن آذاهم أو اعتدى على حقوقهم.
فيأتي يوم القيامة وقد أصبح مفلسا من الحسنات، بعد أن كان لديه مليارات.
وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم المفلسَ بأنه "من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة.
 ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا.
فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار" .
رواه مسلم عن أبي هريرة .
 4- السيئات الجارية تأكل الحسنات ولو بعد الممات:
ومنها: إغواء المسلمين وإفسادهم، كالفتوى بغير علم.وإبعاد مسلم عن الالتزام.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ" رواه مسلم .

أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه وأن ينفع به كل مسلم وان يرزقنا وإياكم الميتة الحسنة بعد طول عمرٍ وحسن عمل.
اللهمّ اجعل أعمارَنا تنقضي في طاعةٍ وأعمال صالحة.
 اللهمّ اجعل خيرَ أعمالنا خواتيمها، وخير أعمارنا أواخرَها، وخير أيّامنا يوم لقاك، إنّك على كل شيء قدير.
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
وجزى الله خيراً أمير بن محمد المدري من اليمن فقد استفدت منه كثيراً في إعداد هذه المادة .


تعليقات